مراجعة كتاب : متى يستيقظ الناجحون ؟
الكِتاب |
متى يستيقظ الناجحون ؟ |
المؤلف |
د. زياد الدريس ، د. علي الحكمي |
عدد الصفحات |
129 صفحة |
الناشر |
دار مدارك للنشر |
الحمد لله ، وبعد :
جاء كتاب ” متى يستيقظ الناجحون ؟ “ لـ د. زياد الدريس و د. علي الحكمي محاولة لعلاج مشكلة مُرَكَّبة في مجتمعاتنا ، وجاءت المُعالجة مُرَكَّبة أيضًا ، فقد تولَّى د. الدريس الجانب النظري والفلسفي وتولَّى د. الحكمي الجانب الطبي والنفسي ، كما جاء الكِتاب مكثّفًا مختصرًا يُناسب المُستهدف من الكِتاب : الفئة الشابَّة ، وجاءت مناقشة أفكار الكِتاب في فصول لطيفة تناوب عليها المؤلفان ، وبين كل فصل وآخر اقتباسات يبدو عليها العناية الكبيرة في انتقاءها .
من الناحية النظرية ثمَّة إيمان بأن الخير كله في أكناف البكور ، وقد صحَّ عن صخر الغامدي أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (اللهم بارك لأمتي في بكورها ) ، التزمَ صخرٌ – راوي الحديث – بالتبكير ، فكانت النتيجة : ( .. وكان صخرٌ رجلًا تاجرًا ، وكان يبعث تجارته من أول النهار ، فأثرى ، وكَثُرَ مالُهُ ) .
أكَّد د الدريس أنَّ المُبدعين كائنات ليليّة فيقول : ” .. إنَّ الإبداع الأدبي والفني ارتبطت إنتاجيتهُ الفعَّالة بالليل المُتأخر عوضًا عن الصباح الباكر ” ، ويقول : ” لا شكَّ في أن لليل أحبارهُ التي يُجريها في يد المُبدع في لحظات السكون الخالي من البشر ! ” ، ثم يقدِّم سؤالًا واقعيًّا صادمًا فيقول : ” لكن هل كل هؤلاء الذين يتسكَّعون في الشوارع العربية ليلًا هم مُبدعون ؟! ، وهل تحتاج أوطاننا كل هؤلاء المُبدعين من هُواة السهر ؟! ” .
تحدَّث د الحكمي عن العلاقة بين التقنية والسهر ، وعن الأثار القريبة والبعيدة لهذين العُنصرين حين يجتمعان ، ومع مُطالعة ما قدمه ولخَّصه من دراسات طبيّة حديثة يظهر أن الأمر أكثر جديّة وخطورة مما نتصور ، وقد حلَّل المُشكلة ، وفتَّتَ عناصرها ، ثم قدَّمَ حلولًا واقعيّة مُمكنة شارحًا طبيعة النوم وطريقة عمله لمن يُريد أن يُحدث تغييرًا في واقعه ، كما أشار إلى الفُرَص التي يُمكن أن تستثمر فيها صباحاتنا المُهدرة .
يؤكد الكتاب أنَّ بداية اليوم مؤثِرٌ في بقيته ، فطريقة البدء ووقته ستؤثر على كيفية الاستمرار وطريقة الخِتام : ” يومك مثل جملك ، إن أمسكتَ أوله تبعك آخرهُ ! ” .
الكِتاب ليس أفكارًا مثالية أو مستوردة ، فنَفَس سِعة التجربة مع الثقافة المحلية ظاهرة فيه ، وقد جاء محاولة لتحسين واقع بلغناهُ بتدرجٍ وبلا وعي حتى ألفناه ونسينا الأصل الذي أصبحنا نُناقش صحته !